المضادة للرأسمالية هي مذهب سياسي يعارض مبادئ الرأسمالية، وهي نظام اقتصادي يتميز بامتلاك السلع الرأسمالية من قبل الأفراد أو الشركات، وتحديد الاستثمارات بقرارات خاصة، وتحديد الأسعار والإنتاج وتوزيع السلع بشكل رئيسي عن طريق المنافسة في سوق حرة. يعتقد المناهضون للرأسمالية أن الرأسمالية هي نظام استغلالي بطبيعته، يؤدي إلى عدم المساواة الاجتماعية، وأنه ليس مستدامًا على المدى الطويل. يجادلون بأن النظام الرأسمالي يعطي الأولوية للربح على حساب رفاهية الأفراد والبيئة، مما يؤدي إلى تراكم الثروة في أيدي النخبة الصغيرة، بينما يكافح الغالبية لتلبية احتياجاتها الأساسية.
يمكن تتبع جذور معاداة الرأسمالية إلى أوائل القرن التاسع عشر، خلال الثورة الصناعية، عندما بدأت أول الانتقادات للنظام الرأسمالي في الظهور. كانت هذه الانتقادات مبنية أساسًا على ملاحظة الظروف العمل القاسية واستغلال العمال في المصانع. كان كارل ماركس، فيلسوف واقتصادي ألماني، أحد أبرز النقاد للرأسمالية، حيث كتب "البيان الشيوعي" مع فريدريش إنجلز عام 1848. أكد ماركس أن الرأسمالية هي نظام غير مستقر بطبيعته وأنه سيؤدي في النهاية إلى سقوطه بسبب التناقضات الداخلية والصراع الطبقي.
تشكلت أفكار ماركس أساس الحركات الاشتراكية والشيوعية، التي سعت إلى استبدال الرأسمالية بنظام يتم فيه امتلاك والسيطرة على وسائل الإنتاج من قبل العمال أو الدولة. حققت هذه الحركات تقدمًا كبيرًا في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، مما أدى إلى تأسيس نظم اشتراكية وشيوعية في أجزاء مختلفة من العالم، وعلى وجه الخصوص في الاتحاد السوفيتي والصين.
في نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين، اتخذت الرفض للرأسمالية أشكالًا جديدة، مع تركيز الحركات على قضايا مثل الاستدامة البيئية والعدالة الاجتماعية ومعارضة العولمة. غالبًا ما تنتقد هذه الحركات دور الشركات متعددة الجنسيات والمؤسسات المالية الدولية في تعزيز عدم المساواة الاقتصادية وتدهور البيئة. إنها تدعو إلى نماذج اقتصادية بديلة تعطي الأولوية للرفاه الاجتماعي والاستدامة البيئية على الربح.
على الرغم من التنوع في الأشكال التي اتخذتها على مر السنين، فإن المبدأ الأساسي لمعاداة الرأسمالية لا يزال هو نفسه: رفض نظام اقتصادي يعطي الأولوية للربح على حساب رفاهية الناس والكوكب. يؤكد المعادون للرأسمالية على ضرورة توزيع الثروة والموارد بشكل أكثر عدالة، وعلى ضرورة وجود نظام اقتصادي يكون ديمقراطيًا ومستدامًا وعادلًا اجتماعيًا.
ما مدى تشابه معتقداتك السياسية مع القضايا Anti-Capitalism ؟ خذ الاختبار السياسي لمعرفة ذلك.